يقول موقع “بوليتيكو” الأميركي إن هناك العديد من الأسئلة التي لم تتم الإجابة عنها حول حادثة إطلاق النار على المرشح المحتمل للحزب الجمهوري دونالد ترامب السبت الماضي، وأكبر هذه الأسئلة هي الستة التالية:
لماذا استهدف مطلق النار ترامب؟
المسلح المشتبه في محاولته قتل ترامب هو توماس ماثيو كروكس (20 عاما)، يعيش في ضاحة بولاية بنسلفانيا على بعد حوالي ساعة بالسيارة من المكان الذي تم فيه الاعتداء على ترامب، سكانها من الطبقة المتوسطة العليا، عمل مساعدا غذائيا في مركز للتمريض وإعادة التأهيل، ولم يكن لديه تاريخ إجرامي.
لا يزال مكتب التحقيقات الفدرالي (إف بي آي) يحقق في ملف كروكس، وما الذي دفعه لتنفيذ الهجوم. للقيام بذلك، يجب مقابلة الأصدقاء والعائلة، والنظر في تاريخه على الإنترنت وكذلك أي كتابات تركها وراءه.
وقال أحد مسؤولي إنفاذ القانون إن المحققين يبحثون في منشورات كروكس على تطبيق “ديسكورد”، وهو تطبيق شائع لمشاركة الرسائل والتفاعل مع الآخرين.
تم تسجيل كروكس بوصفه جمهوريا، لكنه تبرّع ذات مرة بمبلغ 15 دولارا لأحد المشروعات التقدمية ذات الصلة بالحزب الديمقراطي.
حث الرئيس جو بايدن أمس الأحد الأميركيين على عدم التكهن بدوافع الهجوم. وقال “دعوا مكتب التحقيقات الفدرالي يقوم بعمله”، في حين دعا أيضا إلى “مراجعة مستقلة”.
كيف حدث هذا في حين كان ترامب تحت حماية الخدمة السرية؟
يتمتع ترامب بحماية على مدار الساعة من الخدمة السرية لأنه رئيس سابق. ورغم أن تجمعاته غالبا ما تجذب عشرات الآلاف من الحاضرين، فإن كل شخص يحضرها يخضع لتدقيق أمني مكثف، ويُطلب منه فتح الحقائب والمرور عبر أجهزة الكشف عن المعادن للدخول.
أطلق المسلح النار على ترامب من على بعد نحو 140 مترا من على سطح كان قريبا من التجمع في الهواء الطلق ولكن خارج المكان. من غير الواضح لماذا لم تؤمن الخدمة السرية تلك المنطقة؟ ولماذا استغرق الضباط وقتا طويلا للرد على إطلاق النار؟ الرصاصة التي جرحت أذن ترامب أخطأت رأسه حيث كان من الممكن أن تكون ضربة قاتلة.
ما الشيء الآخر الذي خطط المسلح لفعله؟
استعاد الضباط بندقية “إيه آر” كانت بجوار جسد كروكس، لكنهم لم يقولوا بعد كيف حصل على سلاحه. ونقلت وكالة أسوشيتد برس عن مصدرين لم تسمهما أن هذه البندقية تخص والده.
وأبلغت السلطات بالعثور على متفجرات -بما في ذلك عبوة ناسفة أو عبوة ناسفة مرتجلة التصنيع- داخل سيارة يقودها المهاجم كانت متوقفة بالقرب من تجمع ترامب. بالإضافة إلى ذلك، تم العثور على مواد لصنع القنابل داخل منزل كروكس.
هل سيثق الجمهوريون في مكتب التحقيقات الفدرالي لإجراء التحقيق؟
يثير الجمهوريون والإعلاميون المحافظون بالفعل تساؤلات حول ما إذا كانوا يثقون في مكتب التحقيقات الفدرالي للنظر في محاولة الاغتيال. وأشاروا إلى أن عملاء مكتب “إف بي آي” نفذوا البحث في نادي ترامب الخاص “مار آلاغو” في فلوريدا بعد أن زعم أنه رفض تسليم وثائق سرية.
وأشار منافسه الجمهوري السابق رون ديسانتيس إلى تحقيق مكتب التحقيقات الفدرالي في إطلاق النار بملعب بيسبول في الكونغرس عام 2017 بوصفه علامة على أن “بيروقراطية” واشنطن قد لا تكون على مستوى المهمة.
وخلص المكتب إلى أن المسلح في تلك القضية نفذ إطلاق النار لإجبار الشرطة على قتله (انتحار بواسطة الشرطة)، رغم أن وكالات أخرى قررت أنه عملٌ من أعمال “التطرف” السياسي العنيف. واعترف مسؤول كبير خلال جلسة استماع للجنة في مجلس النواب عام 2021 بأن إطلاق النار كان سيوصف اليوم بأنه “إرهاب محلي”.
كيف تؤثر محاولة الاغتيال على المؤتمر الوطني للحزب الجمهوري؟
قال مسؤولون إنهم لم يجروا أي تغييرات إجرائية على الأمن في المؤتمر الوطني للحزب الجمهوري نظرا لأنهم شاركوا بالفعل في تخطيط مكثف لتأمين المؤتمر خلال العام ونصف العام الماضيين.
وقال الوكيل الخاص لمكتب التحقيقات الفدرالي المسؤول مايكل هينسل إنه “لا توجد تهديدات واضحة معروفة” ضد المؤتمر الوطني الجمهوري أو أي شخص يزور المجلس.
طلب توني إيفرز حاكم ولاية ويسكونسن أمس الأحد حظر الأسلحة فيما يسمى بالمحيط الناعم للمؤتمر، وحث المسؤولين الآخرين على اتخاذ خطوات إضافية لحماية الحاضرين.
كيف يغيّر إطلاق النار طريقة الحملات الانتخابية؟
سحبت حملة بايدن إعلانات الحملة الرقمية من البث بعد وقت قصير من إطلاق النار، وأوقفت حملة الرئيس وخطط السفر الرسمية. وأجلت كامالا هاريس نائبة الرئيس مداخلة في ويست بالم بيتش بفلوريدا، حيث كان من المقرر أن تناقش حقوق الإجهاض بالقرب من منزل ترامب. تم الإعلان عن المداخلة قبل ساعات فقط من بدء تجمع ترامب الذي جرى فيه إطلاق النار عليه أول أمس السبت.
بالإضافة إلى ذلك، أعاد بايدن جدولة رحلة إلى تكساس للاحتفال بالذكرى 60 لـقانون الحقوق المدنية خلال زيارة إلى مكتبة “إل بي جي” الرئاسية. وبدلا من ذلك، سيجري مقابلة مخططا لها على شبكة “إن بي سي” من البيت الأبيض ويستمر في حملته حيث يخاطب تجمعا في لاس فيغاس غدا الثلاثاء.
وقال مسؤول في حملة بايدن لبوليتيكو إنه بعد مقابلته يوم الاثنين، سيواصل بايدن واللجنة الوطنية الديمقراطية “رسم الاختلاف بين رؤيتنا الإيجابية للمستقبل وأجندة ترامب والجمهوريين التي تنظر إلى الوراء على مدى الأسبوع”.
