[ad_1]
دأبت وسائل الإعلام الأميركية المحافظة، وفي مقدمتها قناة “فوكس نيوز” على بث صور الرئيس الأميركي جو بايدن وهو يتعثر، أو تائها أثناء النزول من منصة ما، واصفة إياه بأنه رجل عجوز مسنّ تسيطر عليه حاشيته.
هكذا قدمت صحيفة “لوفيغارو” حالة جو بايدن الذي يتحدث كثيرون عن محاولات المقربين منه السيطرة على ظهوره العلني، وأوضحت أن الديمقراطيين يقدمون بشكل منهجي وجهة نظر معاكسة لهذه الحالة، ويرون في كل سؤال عن صحته أو سنّه مجرد دعاية جمهورية.
وذهب الديمقراطيون -حسب مراسل الصحيفة في واشنطن أدريان جولمس- إلى وصف هذه الصور بأنها “مقاطع فيديو مزيفة رخيصة الثمن”، وتم تفسير غياباته اللحظية أو خطاباته غير الواضحة بالتأتأة التي كافح بايدن سنوات للتغلب عليها خلال شبابه، أو حتى بطبيعة ميله إلى الأخطاء التي كان هو نفسه يسخر منها.
المناظرة
وفي 27 يونيو/حزيران الماضي، حطمت المناظرة المتلفزة بين بايدن ومنافسه دونالد ترامب حالة الإنكار التي يعيشها المعسكر الديمقراطي، وبدا الرئيس أمام الكاميرات منهكا وغير مسموع تقريبا، وتظهر عليه علامات التدهور الجسدي المتسارع، وأعراض أخرى مثيرة للقلق قد تكون أعراض الخرف، وعندها بدت وسائل الإعلام الديمقراطية وكأنها أدركت فجأة تقدم الرئيس في السن، مع أنه كان أكبر رئيس أميركي عمرا عند انتخابه.
وبالفعل ظهرت صور الأشهر الأخيرة وهي تحكي نفس القصة، فهذا بايدن يتكئ على الملك تشارلز الثالث خلال زيارته الرسمية للمملكة المتحدة، وها هو يسقط على خشبة المسرح في أكاديمية القوات الجوية الأميركية، وها هو ضائع في حفل في البيت الأبيض والجميع يرقصون حوله.
تاريخ من الأمراض الخفية
وبحسب لوفيغارو، فقد تستّر البيت الأبيض على أمراض العديد من الرؤساء خلال القرن العشرين، مثل شلل وودرو ويلسون الذي أخفته زوجته ووقّعت بدلا منه على الوثائق الرسمية، ومثل فرانكلين دي روزفلت الذي لم يظهر -لفترة طويلة- على كرسيه المتحرك، وكذلك “مرض أديسون” الذي عانى منه جون كينيدي، ومرض الزهايمر الذي أصاب رونالد ريغان خلال ولايته الثانية.
وكانت الحالة الصحية لجو بايدن حتى الآن موضع تكهنات لعدم نشر أي تقييم طبي، ولكن الطريقة التي تسيطر بها حاشيته على مظهره وتحدّ بها من تفاعلاته، تعمل الآن على تغذية الشكوك.
وفي مجلة نيويورك، تحدثت أوليفيا نوزي عن “مؤامرة صمْت لحماية جو بايدن”، ووصفت كيف أن حاشية الرئيس تُبعده بعناية عن الاتصالات الطويلة مع الأشخاص الخارجيين، موضحة أن “الخوف ليس من أن يقول بايدن شيئا لم يقصده، بل من أنه سينقل من خلال مظهره أنه ليس موجودا بالفعل”.
لا تسريبات
وعلى عكس البيت الأبيض في عهد ترامب، حيث يتسرب محتوى أصغر الاجتماعات بشكل متكرر إلى وسائل الإعلام، فإن البيت الأبيض في عهد بايدن يتحكم بشدة في المعلومات التي تخرج، ولا يرى الرئيس إلا مجموعة صغيرة من الأصدقاء المقربين والعائلة والمتعاونين.
وقد وُضع هذا النظام حتى قبل انتخابه في عام 2020، خلال الحملة الرئاسية، وفي خضم جائحة كوفيد-19 وضعت حاشية بايدن بروتوكولا صارما للغاية لحماية المرشح الديمقراطي، البالغ من العمر 78 عاما وقتها، من العدوى.
ومنذ ذلك الحين، أتاح هذا النظام إخفاء التدهور الصحي للرئيس عن وسائل الإعلام والجمهور جزئيا، وهو الآن يساعد على زرع الشك، علما أن الهجوم المضاد من جانب بايدن وحاشيته، دون أن يتمكنوا من إثبات سلامة حواسه، يغرق الحزب الديمقراطي في أزمة ثقة قد يصل تأثيرها إلى إعادة انتخاب الرئيس.
Source link