قال الخبير العسكري والإستراتيجي العقيد ركن حاتم كريم الفلاحي إنه لا توجد رؤية لدى جيش الاحتلال الإسرائيلي حول مسألة البقاء في محور فيلادلفيا الفاصل بين مصر وقطاع غزة.
وأوضح الفلاحي -خلال تحليله المشهد العسكري في غزة- أن الاحتلال يتكلم عن منظومة دفاعية في هذا المحور عبر جدار ذكي يقوم بعمليات مراقبة عن بعد على أن تسلم مسؤولية المحور إلى السلطة الفلسطينية، مشيرا إلى أن لا اتفاق نهائيا على ذلك.
وتساءل الخبير العسكري “هل سيكون الجيش الإسرائيلي ضمن هذه المنظومة الدفاعية أم لا”؟ مشيرا إلى أن أي منظومة دفاعية تعني وجود أسلاك شائكة وزراعة حقول ألغام ومسافة مفتوحة بين المحور والمناطق السكنية.
وأضاف أن كل هذا “يتطلب عملا كبيرا وكثيرا من الوقت لكي يتم تهيئة ذلك”.
وكانت صحيفة “يسرائيل هيوم” قد نقلت عن قائد لواء ناحال بالجيش الإسرائيلي قوله “إن طُلب منا البقاء بمحور فيلادلفيا وإنشاء منظومة دفاعية فسنفعل”.
بدورها، قالت هيئة البث الإسرائيلية إن خلافا نشب بين رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو وقادة الأجهزة الأمنية بشأن بقاء قوات الجيش في محور فيلادلفيا، إذ يرى رئيس أركان الجيش هرتسي هاليفي أنه يمكن التعامل مع محور فيلادلفيا بطرق مختلفة دون الإبقاء على قوات فيه، بينما يصر نتنياهو على وجود فعلي للجيش الإسرائيلي هناك.
وبشأن حديث جيش الاحتلال عن شبكة الأنفاق في المنطقة الحدودية بين مصر وقطاع غزة وإمكانية القضاء عليها خلال مدة زمنية تتراوح بين شهرين و4 أشهر، قال الفلاحي إن الأمر يعتمد على أمور كثيرة على غرار إمكانية وصول المقاومة لمحور فيلادلفيا، وإمكانية أن تعمل قطاعات عسكرية إسرائيلية بدون التعرض لها من قبل المقاومة، إضافة إلى وجود قرار سياسي وعسكري لكي يتم العمل هناك.
وأشار إلى أنه منذ الأسبوع الأول لدخول جيش الاحتلال في رفح “تم الوصول لأغلب الأنفاق في المنطقة، لكنه استدرك بالقول إن أغلبها مدمر من الجانب المصري، ولكنها لا تزال مفتوحة من الجانب الفلسطيني”.
ولفت إلى أن الاحتلال يتعمد الحديث حول مهل زمنية، لكنه يتخبط إذ لا توجد لديه رؤية واضحة لليوم التالي للحرب أو حتى المرحلة الثالثة منها خاصة مع وجود 5 ألوية في محور فيلادلفيا وهو عدد كبير من الألوية لا يتناسب مع المرحلة الثالثة.
وكان الجيش الإسرائيلي قد أعلن أوائل الشهر الماضي سيطرته على محور فيلادلفيا الفاصل بين قطاع غزة ومصر والبالغ طوله 14.5 كيلومترا.