أخبار

حكاية وعاء الديمقراطية الفارغة / هبة عمران طوالبة

[ad_1]

حكاية #وعاء_الديمقراطية_الفارغة

بقلم هبة عمران طوالبة
رحلةٌ في الظلام في قريةٍ نائيةٍ، عتيقةٍ كأنّها طُبعتْ على صفحاتِ التاريخ، عاشَ شعبٌ بسيطٌ يُحلمُ بديمقراطيةٍ حقيقيةٍ تُنيرُ دروبَهُ وتُرشدُهُ نحوَ مستقبلٍ زاهرٍ. كانَ أملُهم عظيمًا، لكنّ الواقعَ كانَ مُرًّا. فالديمقراطيةُ في قريتهم لم تكن سوى وعاءٍ فارغٍ، فاقدٍ للمحتوى، لا يُسْتَفَادُ منهُ سوى في خطاباتٍ رنانةٍ تُخفي وراءَها خُواءً عميقًا. فوضى عارمة: سيطرَت الفوضى على القريةِ، فكلٌّ يسعى لتحقيقِ مصالحهِ الشخصيةِ على حسابِ المصلحةِ العامة. غابَ القانونُ وسيّدتْ لغةُ القوةِ، وباتَ الفسادُ مُستشريًا في جميعِ مفاصلِ الدولة نخب مُتَحَكّمة: تحكّمتْ نخبٌ مُتَسلّطةٌ في مقدراتِ الشعبِ، مُستغلّةً جهلهُ وفقرهُ لتحقيقِ رغباتها. لمْ تُكَلّفْ هذه النخبُ نفسها عناءَ ملءِ وعاءِ الديمقراطيةِ، بلْ آثرتْ تركهُ فارغًا، لِيُصبحَ أداةً في يدها تُستخدمُ لقمعِ المعارضةِ َهيمنتها على السلطة. دين مُسيّس وتحتَ ستارِ الدينِ، لعبَ بعضُ الساسةِ دورَ المُحرّكينَ، مُستغلينَ مشاعرَ الناسِ الدينيةَ لتحقيقِ أهدافٍ سياسيةٍ ضيقةٍ. زُرعتْ بذورُ التفرقةِ والكراهيةِ بينَ أبناءِ القريةِ، وفُتحتْ أبوابُ الصراعِ على مصراعيهِ. شعلةٌ خافتة: وسط هذا الظلامِ الدامسِ، بقيتْ شعلةُ الأملِ خافتةً، تُمثّلُها مجموعةٌ من الشبابِ المُثقّفينَ الذينَ آمنوا بِمبادئِ الديمقراطيةِ الحقيقيةِ. مسيرةٌ شاقة ناضلَ هؤلاءِ الشبابُ بِشجاعةٍ ودون كللٍ أو مللٍ، مُحاولينَ إيقاظَ وعيِ الشعبِ وكسرَ قيودِ الخوفِ والتبعيةِ. واجهوا مُقاومةً عنيفةً من قبلِ النخبِ المُتَسلّطةِ، لكنّهم لمْ ييأسوا، بلْ واصلوا مسيرتهم بِإصرارٍ وعزيمةٍ.بصيصُ أمل وبعدَ صراعٍ طويلٍ وشاقٍ، بدأتْ بوادرُ التغييرِ تظهرُ. اتّحدَ الشعبُ معَ الشبابِ المُثقّفينَ، ورفضَ الخضوعَ للقمعِ والاستبداد. وعاء يبدأ بالامتلاء: مع ازديادِ وعيِ الشعبِ وتضامنهِ، بدأَ وعاءُ الديمقراطيةِ الفارغُ بالامتلاءِ شيئًا فشيئًا. قيمٌ مثلُ الحريةِ والعدالةِ والمشاركةِ بدأتْ تُنيرُ دروبَ القريةِ، وتُعيدُ الأملَ إلى قلوبِ أهلها لا تزالُ رحلةُ القريةِ نحوَ الديمقراطيةِ الحقيقيةِ في بدايتها. لكنّ بصيصَ الأملِ يُشيرُ إلى أنّ المستقبلَ يحملُ معهُ إمكانيةَ التغييرِ والتحرّرِ من براثنِ الظلامِ.

[ad_2]
Source link

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى