لماذا ينتظر العراق تقرير الطب الشرعي في قضية الطبيبة بان زياد؟ في خضم الجدل الدائر والاتهامات المتبادلة حول وفاة الطبيبة بان زياد، أصبح هناك بطل صامت ينتظر الجميع كلمته بفارغ الصبر: تقرير الطب الشرعي النهائي. هذا التقرير لم يعد مجرد وثيقة روتينية في ملف قضية، بل تحول إلى الكلمة الفصل التي ستحسم الصراع بين رواية الانتحار وفرضية القتل العمد. إن الترقب الهائل لهذا التقرير يعكس حجم الشكوك التي تحيط بالقضية، والأمل المعقود عليه لكشف الحقيقة الكاملة وراء واحدة من أكثر القضايا غموضًا وتأثيرًا في الذاكرة العراقية الحديثة.
ماذا سيكشف تقرير الطب الشرعي عن وفاة الطبيبة بان زياد؟
تقرير الطب الشرعي هو أكثر من مجرد تحديد لسبب الوفاة؛ إنه خريطة تفصيلية للحظات الأخيرة في حياة الضحية. في قضية الطبيبة بان زياد، سيجيب هذا التقرير على أسئلة حاسمة لا يمكن لأي شاهد عيان الإجابة عليها. سيوضح التقرير بدقة طبيعة الجروح القطعية، وهل تتوافق مع جروح يمكن أن يلحقها شخص بنفسه أم أنها تحمل بصمات “جروح ترددية” أو “دفاعية” تشير إلى مقاومة. كما سيحدد وجود أي مواد سامة أو مخدرة في جسدها، وهو ما قد يغير مسار التحقيق بالكامل. الأهم من ذلك، سيكشف عن وجود أي علامات عنف أخرى، مثل الكدمات وآثار الخنق، ويقارنها بالروايات المقدمة، ليؤكد أو ينفي بشكل قاطع فرضية تعرض الطبيبة بان زياد لاعتداء قبل وفاتها.
إقرأ أيضا:الجزيرة ترصد الدمار الشامل في تل الهوى بعد الانسحاب الإسرائيلي | أخبارالضغط الشعبي ومخاوف التلاعب في قضية الطبيبة بان زياد
إن الأهمية القصوى لتقرير الطب الشرعي في قضية الطبيبة بان زياد تأتي مصحوبة بمخاوف حقيقية من إمكانية تعرضه للضغوط أو التلاعب. لقد أصبح الرأي العام العراقي، الذي غذته التسريبات الأولية الصادمة، حارسًا معنويًا على هذه القضية. يخشى الكثيرون من أن يتم إصدار تقرير غامض أو منقوص لإغلاق الملف وتجنب تداعياته الاجتماعية. لهذا السبب، ترتفع الأصوات المطالبة بالشفافية المطلقة والإشراف المباشر من قبل اللجنة الوزارية على كل مراحل إعداد التقرير. لقد تحولت قضية الطبيبة بان زياد إلى اختبار حقيقي لنزاهة المؤسسات العدلية والطبية في العراق، وأي محاولة للتعتيم على الحقيقة لن تؤدي إلا إلى تأجيج الغضب الشعبي وزعزعة ما تبقى من ثقة في النظام.
إقرأ أيضا:ترقب لقرار “العدل الدولية” بشأن ممارسات الاحتلال في الضفة الغربية | أخبار
