قضية أيمن عبلي: هل هي جريمة إلكترونية؟ وما حقيقة شكوى الفتاة ضده؟
تثير قضية الناشط الأردني أيمن عبلي جدلاً واسعاً، وتطرح تساؤلات ملحة لدى الجمهور، أبرزها: هل قضية ايمن عبلي قضية جرائم الكترونية ومن هي البنت الي اشتكت عليه؟ لفهم الأبعاد الكاملة لهذه القضية، لا بد من تفكيك جوانبها القانونية، وفصل الحقائق عن الشائعات التي أحاطت بها منذ لحظة اعتقاله، والتي جعلت من قضيته محور اهتمام يتجاوز حدود الأردن.
سبب اعتقال ايمن عبلي في الاردن اليوم
التكييف القانوني: نعم، هي قضية جرائم إلكترونية
للإجابة على الجزء الأول من السؤال، “هل قضية ايمن عبلي قضية جرائم الكترونية؟”، فالجواب هو نعم. المسار القانوني الذي اتخذته القضية منذ البداية يضعها بشكل مباشر تحت مظلة قانون الجرائم الإلكترونية الأردني. السبب في ذلك بسيط وواضح: الأداة المستخدمة في الفعل المنسوب إليه هي منصات التواصل الاجتماعي، وهي وسيلة إلكترونية. لقد تم اعتقاله بسبب محتوى رقمي (مقطع فيديو) نشره على حساباته الشخصية، وبالتالي فإن أي ملاحقة قانونية لهذا الفعل ستستند حتمًا إلى القوانين التي تنظم الفضاء الرقمي.
إقرأ أيضا:Queen & Royal Family: Unseen Pictures to Go on Display for First Timeحقيقة اعتقال ايمن عبلي | فيديو
التهم الأولية التي وجهت إليه، مثل “نشر ما من شأنه استهداف السلم المجتمعي” أو ما قد يندرج تحت “إثارة النعرات”، هي تهم تجد أساسها وتجريمها ضمن مواد قانون الجرائم الإلكترونية. هذا القانون، الذي أثار الكثير من الجدل الحقوقي، يمنح السلطات صلاحيات واسعة لتفسير المحتوى المنشور وتجريمه بناءً على تأثيره المحتمل على الرأي العام أو “السلم الأهلي”. لذا، فإن الإطار الذي تتم فيه محاكمة عبلي هو إطار الجرائم الإلكترونية بامتياز، وهذا هو التحليل القانوني الدقيق عندما نتساءل هل قضية ايمن عبلي قضية جرائم الكترونية ومن هي البنت الي اشتكت عليه؟.
من هو ايمن عبلي ويكيبيديا ayman aballi wikipedia
إقرأ أيضا:هجوم للقسام بطولكرم والاحتلال يصادر 40 ألف دونم من أراضي الضفة | أخبارتفكيك الشائعة: حقيقة “البنت التي اشتكت عليه”
أما الجزء الثاني من السؤال، وهو الأكثر حساسية وتداولاً، “ومن هي البنت الي اشتكت عليه؟”، فالإجابة القاطعة بناءً على كافة المعلومات الرسمية والتصريحات الصادرة عن فريق دفاعه والمنظمات الحقوقية المتابعة، هي: لا توجد أي فتاة قدمت شكوى ضده في هذه القضية تحديدًا.
هذه المعلومة المتداولة هي مجرد شائعة لا أساس لها من الصحة، ويبدو أنها ظهرت لمحاولة تحويل القضية من قضية رأي عام سياسية وحقوقية إلى قضية شخصية أو أخلاقية، وهو أسلوب يهدف غالبًا إلى إضعاف التعاطف الشعبي مع المتهم.
الجهة التي حركت الدعوى ضد أيمن عبلي ليست فردًا أو فتاة، بل هو “الحق العام” ممثلاً بالنيابة العامة. تم التحرك ضده بناءً على رصد السلطات للمحتوى الذي نشره، والذي اعتبرته مخالفًا للقانون. إن جوهر قضيته يدور حول انتقاده العلني للأوضاع الإنسانية في غزة وما اعتبره تقصيرًا رسميًا، وليس نتيجة خلاف شخصي أو شكوى فردية. إن توضيح هذه النقطة ضروري عند الإجابة على سؤال هل قضية ايمن عبلي قضية جرائم الكترونية ومن هي البنت الي اشتكت عليه؟، وذلك لوضع الأمور في نصابها الصحيح.
إقرأ أيضا:تعاطف واسع مع طبيبة مصرية عنّفها المحافظ أمام الكاميرا ورئيس الوزراء يعتذر | منوعاتفي الختام، يمكن تلخيص القضية بأنها بالفعل قضية جرائم إلكترونية من الناحية القانونية، ولكنها قضية حرية تعبير من حيث جوهرها ومضمونها. أما الحديث عن وجود فتاة قدمت شكوى فهو مجرد إشاعة تهدف لتشتيت الانتباه عن السبب الحقيقي لاعتقاله ومحاكمته، وهو التعبير عن رأيه في قضية سياسية وإنسانية.