غير مصنف

إيران.. هكذا يساهم مهندس السياسة الخارجية المتوقع في تشكيل الحكومة المقبلة | سياسة

طهران– بعد تعيينه رئيسا لمجلس قيادة المرحلة الانتقالية، أوضح السياسي المخضرم وزير الخارجية السابق محمد جواد ظريف أن الحكومة الإيرانية المقبلة ليست ائتلافية، وإنما حكومة وحدة وطنية، كاشفا عن مسار جديد لغربلة الأسماء المرشحة لتولي الحقائب الوزارية.

وبعد أن رمى ظريف بكل ثقله السياسي دعما للرئيس المنتخب مسعود بزشكيان خلال فترة الدعاية الانتخابية، عيّنه الأخير في أول قرار يصدره بعد فوزه رئيسا لمجلس قيادة المرحلة الانتقالية، ليأخذ على عاتقه مهمة اختيار الأسماء المقترحة للمجلس الوزاري المقبل.

وفي مقابلة مع قناة “خبر” الناطقة بالفارسية، أوضح ظريف، مساء الأربعاء، أن الرئيس المنتخب كان مرشح التيار الإصلاحي في الانتخابات الرئاسية المبكرة الأخيرة، وأن الأحزاب المنضوية تحت عباءة جبهة الإصلاحات قدمت الدعم له في مختلف المحافظات، ولذلك يتم تخصيص حصة لمرشحي هذه الجبهة وممثليها، الذين شكّلوا همزة وصل مع شرائح المجتمع، في الحكومة المقبلة.

RC2LE8AIWM0D 1719308863
ألقى ظريف بثقله لدعم بزشكيان خلال الحملة الانتخابية (رويترز)

مجموعات عمل

وعن كيفية اختيار الوزراء، أوضح ظريف أن المجلس الذي يقوده بأمر من الرئيس المنتخب، قد شكّل 5 فرق عمل:

  • أولها سياسي وأمني ودفاعي ويترأسه ظريف نفسه، ويشتمل على لجان لوزارات الخارجية والداخلية والدفاع والاستخبارات والعدل ومنظمة الطاقة الذرية.
  • والفريق الثاني، الذي يرأسه علي طيب نيا وزير الاقتصاد الأسبق، يشرف على 4 لجان لاقتراح أسماء لتولي وزارتي الاقتصاد والمالية، والصناعة والمناجم والتجارة، إلى جانب المصرف المركزي ومنظمة التخطيط والميزانية، وفق ظريف.
  • أما الفريق الثالث الذي يتولاه وزير الثقافة السابق رضا صالحي أميري، فيشرف على لجان لغربلة الأسماء المقترحة لتولي المناصب الثقافية، منها وزارات التربية والتعليم، والتعليم العالي، والثقافة والإرشاد الإسلامي، والتراث الثقافي والسياحة، والشباب والرياضة، والمساعد العلمي لرئيس الجمهورية.
  • والمجموعة الرابعة التي يرأسها علي عبد العلي زاده رئيس حملة بزشكيان الانتخابية، فتحتوي على لجان لاختيار مرشحين لتولي وزارات النفط، والطاقة، والجهاد الزراعي، والطرق والإسكان، والاتصالات وتكنولوجيا المعلومات.
  • في حين يرأس علي ربيعي، السياسي الإصلاحي وزير العمل والشؤون الاجتماعية السابق في حكومة حسن روحاني، فريق العمل الخامس، الذي يضم لجانا تخصصية لاختيار مرشحين لوزارتي الرفاه والصحة، ومساعد شؤون المرأة للرئاسة الإيرانية، إلى جانب منظمات الشهيد والبيئة والتوظيف الحكومي.

وتابع ظريف قائلا إن مجلس قيادة المرحلة الانتقالية تواصل مع أقطاب وزعماء الأحزاب والتيارات السياسية الأخرى، بما فيها التيار المحافظ، والمرشحان المنافسان سعيد جليلي ومحمد باقر قاليباف، وكبار الشخصيات المحافظة الأخرى بما فيهم غلام علي حداد عادل مستشار المرشد الإيراني في الشؤون الثقافية.

وكشف ظريف عن توجيه مجلس قيادة المرحلة الانتقالية دعوات لرئيس البرلمان الأسبق علي أكبر ناطق نوري، والرئيس الإصلاحي الأسبق محمد خاتمي، والرئيس المعتدل حسن روحاني لتقديم قائمة من الأسماء المقترحة للحقائب الوزارية.

خطوط حمراء

كما تحدث عن مشاركة المجتمع المدني وشرائح الشعب في انتخاب الوزراء والمناصب السيادية، مشيرا إلى نشاط فريق عمل من ممثلي الأقليات العرقية والدينية، ضمن المجموعات التي أُنشئت من أجل غربلة الأسماء المرشحة لتولي المناصب الوزارية.

وأوضح أن هذه المجموعات تعمل من أجل تقديم عدة خيارات لتولي كل وزارة، مستدركا أن الرئيس المنتخب هو الذي سيختار الوزراء في نهاية المطاف.

وأكد ظريف أنه لا بد من التزام المرشحين للحقائب الوزارية بأربعة خطوط حمراء وهي:

  • الالتزام بأسس الثورة الإسلامية.
  • والالتزام بخطاب الرئيس المنتخب.
  • والشجاعة والمصداقية.
  • وأخيرا التحلي بالوطنية والابتعاد عن المواقف القومية والفئوية.

ووفق مجلس قيادة المرحلة الانتقالية، فإنه من المقرر أن يتولى 60% من الوزراء المهمة لأول مرة، وأن تكون أعمار 60% من أعضاء المجلس الوزاري دون الـ50 عاما، نافيا الشائعات التي تتحدث عن ممارسة بعض السياسيين الإصلاحيين، وتحديدا الرئيس الأسبق محمد خاتمي، ضغوطا للحصول على حصة في الحكومة المقبلة.

وعن دور مجلس قيادة المرحلة الانتقالية في تشكيل الحكومة المقبلة، يؤكد وزير الخارجية السابق أن دوره يقتصر على ترشيح الأسماء، كونه ذراعا استشاريا للرئيس المنتخب، وأن الأخير هو الذي يتمتع -حصرا- بحق اختيار الوزراء، مؤكدا أن القائمة المقترحة لم تكتمل بعد، وأن جميع الأسماء المتداولة ليست سوى توقعات.

وخلص إلى أن مجموعات العمل ستقترح بين 3 حتى 5 مرشحين لتولي الحقائب الوزارية بحلول 24 من يوليو/تموز الجاري ليقوم الرئيس المنتخب بمراجعتها، وتأليف التركيبة النهائية بغية عرضها على البرلمان للحصول على ثقة النواب.

 

مصير ظريف

وفيما تتوقع الأوساط السياسية في إيران أن يتولى السياسي المخضرم منصبا سياديا في حكومة الرئيس مسعود بزشكيان، أكد محمد جواد ظريف أنه لن يكون عضوا في الحكومة المقبلة، انطلاقا من اعتقاده بضرورة فتح الباب أمام الشباب والوجوه الجديدة لتولي الوزارات.

وسبق أن تحدث ظريف عن اعتقاده بضرورة الاستفادة من تجارب الوزراء والمسؤولين السابقين في الأذرع الاستشارية للوزارات والمؤسسات الرسمية، كما فعل نفسه إبان توليه الخارجية الإيرانية خلال حقبتي حسن روحاني.

ورغم تأكيده أنه لن يكون عضوا في الحكومة المقبلة، فإن مراقبين في إيران يعتقدون أن ظريف سيكون مهندسا لسياسة بلاده الخارجية في عهد حكومة مسعود بزشكيان.

الصحيفة العربية الأردنية

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى