يختلف العقال من منطقة إلى أخرى ومن قبيلة إلى قبيلة، وهو عبارة عن عصابة رأس تقليدية مصنوعة من شعر الماعز ويستخدمها الرجال لتثبيت الشماغات أو الكوفية (أغطية الرأس التقليدية) الموضوعة على الرأس.
واليوم، كما كانت الحال في العصور القديمة، يُعد العقال رمزا للهيبة والكرامة، على حد وصف صانع العقال حسنين فاضل الذي شرح لرويترز كيفية إنتاجه.
وقال فاضل “العقال هيبة ووقار. نصنعه من صوف ماعز الرخل (الجبلي)، من الموصل، ونرسله إلى الغزل، ويتكون من شعر وخيوط وأنسجة”.
ويمر الناس على المتاجر في أحد الأسواق المحلية بمدينة النجف في العراق لتجريب العقال وشرائه.
وأضاف فاضل أن لون العقال وسمكه وخامته يكشف المنطقة التي يعيش فيها من يضعه على رأسه إذ تتميز مدينة السماوة بمحافظة المثنى بالعقال الكبير والرفيع بينما تمتاز الناصرية بالعقال العريض والكبير، وهو نفس مواصفات العقال الذي يضعه أهل العمارة، بينما يضع أهل البصرة عقالا عريضا وصغيرا.
وقال “كل محافظة تتميز بلباسها، بالقياسات. مثلا مدينة السماوة تتميز بالكبير والرفيع، الناصرية عريض وكبير، والعمارة كذلك، والبصرة عريض وصغير. نحن الفرات الأوسط: النجف والديوانية والحلة وكربلاء زينا جميل موحد”.
ويضع العقال أهل شبه الجزيرة العربية في العراق والأردن وأنحاء من مصر وفلسطين وسوريا، ويعتبر رمزا للعائلات الثرية تاريخيا إذ يعود استخدامه إلى العصور القديمة.
وبحسب الشيخ حسين الشمري، وهو من النجف، يرتدي السكان الزي الفراتي المكون من عقال مع الشماغ الأسود والأبيض والدشداشة (الثوب التقليدي). وبالنسبة له، يرمز العقال إلى الرجولة والحظ والثروة الموروثة من الأجداد.
ويوضح الشمري أن وضع العقال لم يعد يقتصر على الريف فحسب، بل صار يضعه الشبان، ويرى أن من يضعون العقال هم فقط من يستطيعون حل أي خلافات قبلية.
امتداد تاريخي
وللعقال امتداد تاريخي طويل، وفي هذا الامتداد اختلافات حول ظهوره، مثلما تختلف تسمياته تبعا لنوعه وطريقة لباسه.
وبحسب المؤرخ الواسطي مثنى حسن مهدي، فإن إحدى الروايات عن العقال تشير إلى أنه ظهر في العهد الأندلسي وبالتحديد مراحله النهائية، إذ قرر العرب أن يلفوا رؤوسهم بربطة سوداء كعلامة تدلل على فقدهم للخلافة.
ويقول الواسطي للجزيرة نت إن روايات أخرى تشير إلى أن “أصل العِقال جاء من العقل، والعقل مكانه الرأس، إذ كان الملوك والوجهاء يلفون رؤوسهم برباط يميزهم عن غيرهم في المجتمع”.
ويعتقد فريق ثالث أن أول من استخدم العقال هم البدو لربط إبلهم، أثناء فترات استراحتهم في البراري وعندما يفتحون رباطها يضعونه على الرأس كي لا ينسوه في المكان.
ويرى مهدي أن الرواية الثانية هي الأقرب، فالحكمة والعقل يكونان في الرأس، لهذا نجد الكثير من المشاكل لاسيما العشائرية والمشاكل الصعبة والمعقدة تحل في الغالب بحضور المشايخ وأصحاب الحل والعقد.
ومن الموروثات المجتمعية بالعراق، في حال وقعت مشكلة بين شخصين ورمى أحدهما عقاله فهذا يعني أن المشكلة تطورت وتوسعت ولا يمكن حلها دون اللجوء إلى العرف العشائري.