5 أنواع شائعة من أمراض الرحم – أمراض الرحم الشائعة: أعراضها وطرق علاجها، يواجه رحم المرأة سلسلة من الاعتلالات الصحية والمشاكل المتنوعة، مما قد يؤثر سلبًا على وظائف هذا العضو الحيوي، وفي بعض الحالات، قد تعاني المرأة من تحديات في الحمل والإنجاب.
في هذا المقال، سنستعرض سبعة من أمراض الرحم المنتشرة بين السيدات.
أمراض الرحم
تشمل أبرز أنواع أمراض الرحم ما يلي:
-
داء البطانة الرحمية الهاجرة
يُعدّ داء البطانة الرحمية الهاجرة، أو ما يعرف بالانتباذ البطاني الرحمي، من المشاكل الصحية المعروفة التي قد تؤثر في الجهاز التناسلي للمرأة، إذ يصيب ما يقارب 11% من الإناث. يتميز هذا الداء بنمو الأنسجة المبطنة لداخل الرحم في مناطق أخرى من الجسم، مثل المبيضين والحوض.
في بعض الأحيان، قد يظهر نسيج البطانة الرحمية داخل الجدار العضلي للرحم، وهي حالة خاصة من الانتباذ البطاني الرحمي تعرف باسم العضال الغدي. يتميز العضال الغدي بتضخم الرحم وامتلائه، بالإضافة إلى شكله الكروي والموحد.
تشمل الأعراض التي قد يسببها داء البطانة الرحمية الهاجرة ما يلي:
- أوجاع الدورة الشهرية.
- غزارة الطمث.
- نزيف مهبلي غير منتظم.
- ألم خلال أو بعد الجماع.
- ألم في البطن أو الأمعاء.
- ألم أثناء التبول أو التبرز.
لا تزال الأسباب الكامنة وراء هذا النوع من أمراض الرحم غير مفهومة بشكل كامل، ولكن هناك عدة فرضيات قد تفسر حدوثه. من بين هذه الفرضيات، تبرز نظرية الحيض الارتجاعي (بالإنجليزية: Retrograde Menstruation) كأكثرها شيوعًا.
تشمل الخيارات العلاجية المتاحة لداء البطانة الرحمية المهاجرة أو العضال الغدي ما يلي:
- حبوب منع الحمل التي تحتوي على هرمون الإستروجين والبروجستين (بالإنجليزية: Progestin) وغيرها من وسائل
- منع الحمل الهرمونية، مثل اللصقات والحلقات المهبلية.
- اللولب الرحمي.
- الأدوية المضادة للالتهابات غير الستيرويدية.
- الهرمونات المطلقة لموجهة الغدد التناسلية.
- مثبطات الأروماتيز.
- الجراحة، التي يتم اللجوء إليها في حال كانت المريضة تعاني من صعوبة في الحمل، حيث يتم استئصال أنسجة الرحم النامية في المواقع غير الطبيعية. قد يكون استئصال الرحم الحل الأمثل لبعض حالات العضال الغدي.
-
أورام الرحم الليفية
تشمل أمراض الرحم أيضًا الإصابة بالأورام الليفية الرحمية، أو ما يعرف بألياف الرحم. وهي عبارة عن أورام غير سرطانية تنمو في الأنسجة العضلية أو البطانة الداخلية للرحم، وقد تتواجد في بعض الأحيان على السطح الخارجي للرحم. تتراوح أحجام الأورام الليفية من صغيرة بحجم البذور إلى كبيرة تتجاوز حجم حبة البرتقال.
في الغالب، لا تسبب الأورام الليفية أعراضًا ولا تتطلب علاجًا، ولكن في بعض الحالات، قد تتسبب هذه الأورام في ظهور أعراض ومشاكل صحية، مثل:
- نزيف حاد أو مطول.
- نزيف بين فترات الدورة الشهرية.
- ألم أو ضغط في منطقة الحوض.
- ألم في الظهر.
- ألم أثناء الجماع.
- صعوبة في الحمل.
في هذه الحالة، يجب التدخل الطبي لعلاج تليف الرحم وتخفيف الأعراض. تشمل الخيارات العلاجية لهذا النوع من أمراض الرحم ما يلي:
- مسكنات الألم التي تصرف بدون وصفة طبية والتي تحتوي على الإيبوبروفين (بالإنجليزية: Ibuprofen) أو الأسيتامينوفين (بالإنجليزية: Acetaminophen).
- وسائل منع الحمل الهرمونية.
- الجراحة، في الحالات الشديدة من تليف الرحم، حيث يمكن إجراء استئصال لبطانة الرحم، أو استئصال للعضال، أو استئصال للأورام الليفية الرحمية.
-
التهاب بطانة الرحم
ينشأ التهاب بطانة الرحم نتيجة العدوى، وهو يرتبط بعدة عوامل وأسباب، بما في ذلك:
- بقاء بقايا الحمل داخل الرحم بعد الولادة أو الإجهاض.
- وجود جسم غريب داخل الرحم، بما في ذلك اللولب الرحمي.
- الإصابة بالعدوى المنقولة جنسيًا، مثل الكلاميديا التراخومية والنيسرية البنية.
عادة ما يسبب التهاب بطانة الرحم الحاد ظهور أعراض معينة، مثل:
- الحمى.
- ألم في الجزء السفلي من البطن أو في منطقة الحوض.
- ألم أثناء الجماع.
- ألم أثناء التبول.
- نزيف مهبلي غير طبيعي.
- انتفاخ البطن.
- في الحالات المزمنة من التهاب بطانة الرحم، عادة لا تظهر أي أعراض، وقد يبدو الرحم طبيعيًا تمامًا أثناء الفحص البدني يتم الكشف عن وجود التهاب مزمن في بطانة الرحم عادةً عن طريق الفحص المجهري، الذي يكشف عن وجود الخلايا الليمفاوية في بطانة الرحم.
يتم علاج التهاب بطانة الرحم بالمضادات الحيوية، وقد يحتاج الشريك الجنسي إلى العلاج إذا اكتشف الطبيب إصابة المرأة بعدوى منقولة جنسيًا. في الحالات الخطيرة أو المعقدة من التهاب بطانة الرحم، قد تحتاج المريضة إلى البقاء في المستشفى وتلقي العلاج عن طريق الوريد.
-
تضخم بطانة الرحم
يتميز هذا النوع من أمراض الرحم بنمو عدد كبير جدًا من الخلايا في بطانة الرحم، مما يؤدي إلى زيادة سمك الرحم بشكل ملحوظ. قد تسبب هذه الحالة نزيفًا مهبليًا غير طبيعي.
يحدث تضخم بطانة الرحم نتيجة للتعرض المتزايد للإستروجين دون وجود كميات كافية من هرمون البروجسترون لموازنة تأثيراته. تشمل عوامل الخطر للإصابة بهذه الحالة ما يلي:
- السمنة.
- الأورام المفرزة للإستروجين، مثل أورام الخلايا الحبيبية المبيضية.
- متلازمة تكيس المبايض.
- بدء الحيض في سن مبكرة.
- تأخر انقطاع الطمث.
- عدم الحمل والإنجاب.
- تلقي العلاج بالهرمونات البديلة التي تحتوي على الإستروجين فقط.
- أمراض الغدة الدرقية أو أمراض المرارة.
- مرض السكري.
من الأهمية بمكان الكشف عن هذا النوع من أمراض الرحم وعلاجه في وقت مبكر، فعلى الرغم من أنه غير سرطاني، إلا أنه قد يؤدي في بعض الحالات إلى الإصابة بسرطان الرحم. يشمل علاج هذه المشكلة عادةً تناول البروجستين، الذي يمكن أن يصفه الطبيب بأشكال مختلفة، بما في ذلك:
- عن طريق الفم.
- عن طريق الحقن.
- كريم مهبلي.
- اللولب الرحمي.
- سلائل الرحم
إن سلائل الرحم، أو ما تعرف بالزوائد اللحمية الرحمية، عبارة عن نمو حميد يشبه الأصابع يظهر في جدار الرحم. يمكن أن يتراوح حجمها من حجم بذرة السمسم إلى أكبر من كرة الجولف، وقد تتواجد سليلة واحدة داخل الرحم أو عدة سلائل في نفس الوقت.
قد يعاني العديد من الأفراد من الزوائد اللحمية داخل الرحم دون أن يدركوا ذلك، حيث لا تسبب أي أعراض. في حالات أخرى، قد تظهر بعض الأعراض، بما في ذلك:
- عدم انتظام الدورة الشهرية.
- نزيف حاد ومفاجئ.
- نزيف بين الدورات الشهرية.
- نزيف بعد الجماع.
- العقم.
قد تختفي السلائل الرحمية الصغيرة من تلقاء نفسها. في الحالات التي يكون فيها حجم السلائل كبيرًا ويصاحبه ظهور الأعراض، قد يصف الطبيب البروجستين ومناهضات الهرمون المطلق لموجهة الغدد التناسلية لتخفيف الأعراض لدى المرأة. الجراحة هي العلاج الوحيد للتخلص من السلائل بشكل نهائي، وعادة ما يتم ذلك من خلال إجراء يعرف باسم تنظير الرحم.
-
تدلي الرحم
يحدث تدلي الرحم نتيجة لضعف العضلات والأربطة التي تثبت الرحم في مكانه، مما يؤدي إلى نزول الرحم إلى منطقة المهبل، وفي بعض الأحيان قد يندفع خارج المهبل. يمكن أن يحدث تدلي الرحم بدرجة خفيفة إلى متوسطة مع تقدم المرأة في العمر، ولكن هناك مجموعة من العوامل التي تزيد من خطر حدوث هذه المشكلة، مثل:
- الولادة الطبيعية.
- الوصول إلى مرحلة انقطاع الطمث.
- زيادة الوزن.
- التدخين.
تشمل الأعراض الأكثر شيوعًا لهذا النوع من مشاكل الرحم ما يلي:
- الحاجة الملحة للتبول.
- تسرب البول.
- ألم أسفل الظهر.
- الشعور بالامتلاء أو الضغط في منطقة الحوض.
- الألم أثناء الجماع أو بعده، وهو أمر يحدث في الحالات الشديدة من تدلي الرحم.
يمكن علاج تدلي الرحم وأعراضه من خلال الخيارات التالية:
- تمارين تقوية عضلات الحوض، بما في ذلك تمارين كيجل، والتي تساعد على تحسين الأعراض، ولكنها لا تؤدي إلى
- عكس أو علاج تدلي الرحم.
- دعامة بلاستيكية توضع داخل المهبل للمساعدة على دعم أعضاء الحوض.
- الجراحة، التي يتم خلالها إما تصحيح تدلي الرحم وإعادته إلى مكانه الصحيح أو إزالة الرحم كليًا.
سرطان الرحم
يعتبر سرطان الرحم من أخطر أنواع أمراض الرحم ويتطلب رعاية طبية عاجلة قبل أن تتفاقم الحالة وينتشر السرطان إلى أماكن أخرى خارج الرحم. هناك نوعان من السرطانات التي يمكن أن تؤثر على الرحم، وهما:
- ساركوما الرحم، وهو نوع نادر جدًا.
- سرطان بطانة الرحم، وهو النوع الأكثر شيوعًا لسرطان الرحم ويحدث عادة بعد انقطاع الطمث.
في أغلب الأحيان، تعاني النساء المصابات بسرطان بطانة الرحم من نزيف مهبلي غير طبيعي أو نزيف مهبلي بعد انقطاع الطمث. في حالات أقل شيوعًا، يمكن أن تعاني النساء من الأعراض التالية:
- آلام في البطن.
- تغير في حركة الأمعاء.
- فقدان الوزن.
- الانتفاخ.
أما عن علاج سرطان الرحم، فهناك خيارات متعددة لذلك، ويعتمد اختيار أفضلها على العوامل التالية:
- حجم السرطان.
- موقع السرطان داخل الرحم.
- مدى انتشار السرطان.
- الصحة العامة.
يمكن أن تشمل خيارات العلاج ما يلي:
- الجراحة، وهي الطريقة الأكثر شيوعًا لعلاج سرطان الرحم، خاصة إذا كان المرض في المراحل المبكرة.
- العلاج الإشعاعي، حيث يتم تسليط إشعاع ذي طاقة عالية لقتل الخلايا السرطانية.
- العلاج الكيميائي، وهو مجموعة من الأدوية التي تعمل على قتل الخلايا السرطانية، وعادة ما يتم استخدامه جنبًا إلى جنب مع العلاج الإشعاعي أو بعد إجراء الجراحة.
- العلاج الهرموني، الذي يتم وصفه للنساء اللاتي لا يستطعن الخضوع لعملية جراحية أو تلقي العلاج الإشعاعي، حيث يساعد هذا العلاج على تخفيف الأعراض والتحكم بحجم السرطان.
- العلاج المناعي، الذي يعمل على تحسين وظائف الجهاز المناعي لإيجاد الخلايا السرطانية وقتلها، وعادة ما يتم استخدامه في المراحل المتقدمة من سرطان الرحم.
نصيحة الطبيب
تتعدد أمراض الرحم التي تحدث نتيجة لأسباب مختلفة وتتسبب بأعراض متنوعة لدى النساء، أهمها النزيف المهبلي. في حين أن بعض أمراض الرحم تعتبر غير خطيرة، مثل تدلي الرحم وسلائل الرحم، إلا أن بعضها الآخر يعد خطيرًا ويتطلب رعاية فورية وعاجلة، مثل تضخم بطانة الرحم وسرطان الرحم.
