أخبار

هل لديك مشكله في التواصل مع الاخرين

[ad_1]

صراحة نيوز- الدكتورة شفاء الشوابكة

يعتبر التواصل بشكل فعال أداة مهمه في تطوير أي علاقة صحية مع الآخرين سواء كانت في مجال الاسرة والصداقات أو العمل، فاذا كان لديك مهارات تواصل فعاله ستلاحظ نفسك قادرا على الارتباط بالآخرين بشكل جيد وبطريقة تكون اقل ارهاقا او صراعا، وعلى العكس من ذلك فان الفشل في التواصل مع الاخرين فانه سيعرضك الى الارتباك والحيرة مما يؤثر على صحتك النفسية والجسدية فيما بعد.
ويتضمن التواصل بشكل عام العديد من الدلالات اللفظية وغير لفظية التي يمكنها نقل وارسال الكثير من المعاني دون التحدث بها، مما قد يشعرك بقلق كبير وتحديات واضحه بالنسبة لبقاء العلاقة او موقعها او عدمها، او زيادة حالات سوء الفهم والخلافات او ارتكاب الأخطاء أو إكمال المهام بشكل غير صحيح، أو إيذاء مشاعرك او مشاعر الاخرين وجدالات أخرى انت في غنى عنها، وقد يتجاوز ذلك علاقاتك مع الأشخاص المحيطين بك الى التأثير على أدائك الوظيفي.
ومن اهم المظاهر غير الفعالة في التواصل والتي قد تظهر عليك خلال تعاملك مع الاخرين هي الاستماع السلبي، والصراخ، ورفض وجهات نظر الآخرين، وإظهار السلوك السلبي العدواني، المقاطعة، وعدم الوضوح بشأن التوقعات أو الاحتياجات أو الرغبات بالنسبة لك او للآخرين.
وخلال عملية التواصل السلبي قد يظهر عليك ايضا بعض الاثار السلبية مثل فشل التعبير عن نفسك بشكل كامل أو حذف معلومات مهمة قد تكون جيده بالنسبة للموقف الذي انت علية، وتجاوز حدودك باستمرار أو الاساءة اليك لفظيًا وبشكل متكرر من قبل الطرف الاخر، فكل هذا يدل على وجود علاقة تواصلية غير صحية، لذا انت بحاجة الى إعادة تقييم دور هؤلاء الأشخاص في حياتك.
هناك العديد من التقنيات التي يمكنك تعلمها وممارستها في محادثاتك اليومية لخلق المزيد من التفاعلات الإيجابية، وكل هذا يعتمد عليك من خلال عملية التدريب والممارسة، مثل استخدام عبارات “أنا” والتي ستساعدك على صياغة مشاعرك بشكل اكثر وضوحا بحيث تكون مسؤولا عنها مما يقلل من منع رد الفعل الدفاعي للشخص الآخر بمجرد إبلاغك باحتياجاتك او عن مدى تأثرك بسلوكه او مشاعره مما يصبح النزاع او الحديث اقل صراعا، ومن المهارات المهمة هي تعلم كيف تكون مؤكدا لذاتك وتضع حدودًا واضحة في أي علاقة، حيث يعد وضع حدود شخصية واضحة أمرًا مهمًا حتى لا يكون هناك سوء فهم حول متى يتم تجاوز هذه الحدود أو ما هي المواضيع المحظورة، وأن تكون حازمًا هو ان تعبر عن أفكارك ومشاعرك واحتياجاتك بطريقة منفتحة وصادقة من دون إيذاءً للآخرين او ان تسمح لهم باستغلالك .
وخلال حديثك حاول دائما ان تأخذ وقتا كافيا او ما يسمى ” مهمله” خاصة أثناء المناقشات الحادة؛ حتى تتمكن من الهدوء وجمع أفكارك والعودة إلى المناقشة بعقلية أكثر تفتحا وفهما للموقف مما يساعد في ترتيب افكارك، مع العلم بأن أخذ بعض المساحة لنفسك لا يعني أنك تتجنب المشكلة المطروحة او انك انسحابيا لا بل يدل على نقطة قوة لديك وهي انك تريد وقت كافي لإيصال الرسالة بالطريقة الصحيحة التي لا تؤثر على سلامة الموقف، بالإضافة الى أهمية عملية التركيز على موضوع واحد خلال الوقت الواحد والذي يعتبر جيدا لضبط الحديث والنقاش الذي يضمن عدم ارباك الطرف الاخر وبالتالي يزيد من قدرة الشخص على فهم رسالتك وبوضوح.
ويتضمن التواصل الإيجابي ايضا العديد من المهارات المهمة، مثل التدرب على الاستماع الفعال بحيث يكون استماعا معمقا يسمح لك بالتركيز بشكل كامل على الشخص الذي تتحدث اليه من حيث كلماته، ونبرة صوته، وإيماءاته، وإشارات وجهه او ما يسمى “بالاستماع الى ما بين السطور” او “الاستماع التعاطفي” ، الذي يتضمن التركيز على الشخص المتحدث بشكل كامل وإظهار السلوكيات اللفظية وغير اللفظية المناسبة التي تضمن الانتباه للمشاعر ومستوى الطاقة ونبرة الصوت، والاحساس بالاحتياجات أو الرغبات، وبدون مقاطعه او القفز إلى الاستنتاجات، او الحكم على هذا الشخص بصوره سريعة ومباشرة.
ويجدر الانتباه أيضا الى المهارات غير اللفظية خلال تواصلك والتي تعتبر اداه مهمه وذكية للطرف الاخر لكشف مدى التزامك واهتمامك بالموضوع المطروح والذي قد يظهر من خلال الاتصال بالعين، ودرجة الميل نحو الطرف الاخر، ومستوى المسافة بينكما بالإضافة الى العديد من الوضعيات مثل الصوت وبعض الايماءات الإيجابية مثل هز الرأس والابتسام، والطاقة الصوتية العالية.
ان وجود مشكلة في التواصل مع الاخرين لا يعني نهاية علاقاتك في الحياة او فشلها، ان تقبل هذه المشكلة ووجودها والايمان بأثرها على ما يحيط بك من ارتباطات وعلاقات تعتبر ركيزة مهمه في عملية البناء والتغيير وتعميق اتصالاتك، وبناء أكبر قدر من الثقة والاحترام مع الاخرين، فقد تحتاج نوعا من التدريب او الممارسة والوقت لإتقانها من خلال ملاحظة وفهم ما الذي يمنعك من التواصل بشكل جيد ومراقبة نفسك وإيجاد العثرات والخلل اين تكون ومن ثم البدء وبكل نشاط.

[ad_2]
Source link

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى