يقول الكاتب فيكتور أبوسو في تقرير له بمجلة “أفريكا ريبورت” إن ائتلاف المعارضة الكينية الرئيسية، الذي يُسمى “أزيميو لا أوموجا” يواجه اختبارا صعبا للوحدة بعد ظهور انقسامات داخله حول ما إذا كان ينبغي لزعيمه رايلا أودينغا وحزبه -الحركة الديمقراطية البرتقالية- المشاركة في محادثات وطنية دعا إليها الرئيس وليام روتو.
وأوضح التقرير بالمجلة الفصلية التي تصدر في باريس باللغة الإنجليزية أنه قد برز أن قادة الأحزاب المنتسبة لائتلاف “أزيميو لا أوموجا” رفضوا سعي أودينغا لإقناعهم بالاستجابة لدعوة روتو، متهمة الرئيس الكيني باستخدام المحادثات لتجميل وجه حكومته بعد موجة من الاحتجاجات والاضطرابات في جميع أنحاء البلاد.
وقال السياسي المخضرم كالونزو موسيوكا والزعيم المشارك في ائتلاف أزيميو، إنه يؤيد موقف الجيل الشاب، متهما الرئيس روتو بعدم السعي لفهم انتفاضة الشباب (الجيل زد)، مضيفا أن هذا الجيل لا يرغب في الدخول في حوار، “إنهم يريدون العمل. نحن ندعو أودينغا إلى رفض المحادثات، روتو لا يحتاج إلى حوار لتنفيذ مطالب حاسمة مثل مكافحة الفساد”.
انقسام
كما رفضت مارثا كاروا، نائبة رايلا في انتخابات 2022، المحادثات ووصفتها بأنها خطة من قبل روتو لاختطاف انتفاضة الشباب، قائلة: “أنا أتفق مع أولئك الذين يقولون بتنفيذ المطالب الآن. لا نحتاج إلى محادثات”، مضيفة أنه إذا جرت أي محادثات، فيجب أن تسترشد فقط بمصالح الشعب.
وظهرت أصوات معارضة للحوار داخل حزب أودينغا نفسه، إذ حذر جيمس أورينغو، أقرب المقربين منه سياسيا من أن الدخول في حوار مع روتو سيضفي الشرعية على رئاسته المحاصرة، بينما أيد آخرون دعوة روتو مثل إدوين سيفونا الأمين العام للحزب، إذ قال إن حزبه مستعد للمشاركة في المحادثات لأنه يريد الانضمام إلى الكينيين الآخرين لدفع البلاد إلى الأمام.
وأضاف: “لا يمكننا فقط الجلوس والهدوء عندما لا تسير الأمور على ما يرام في البلاد”.
رفض الشباب
وعبّر ناشطون شباب عن رفضهم للحوار، إذ قال الناشط بونيفاس موانغي على منصته على وسائل التواصل الاجتماعي (إكس) يوم الثلاثاء: “ابق في المنزل أو اخرج وانضم إلى الجيل زد الذي يقاتل من أجل كينيا الأفضل”.
وقال كولينز أوتشينغ الزعيم الشاب عضو حزب أودينغا إنه وعلى الرغم من أنه لا يزال مخلصا للزعيم أودينغا، فإنه يقول إن الحوار مع روتو غير حكيم، “نحن نحبك رايلا لكن لا تخنا. توقف عن الانضمام إلى عدوك السياسي. نحن نقاتل من أجل التغيير في بلدنا”.
كان أودينغا قد عقد اجتماعا للأزمة مع أطراف الائتلاف الأخرى وفشل في التوصل إلى توافق في الآراء حول كيفية المشاركة في المحادثات التي خُطط لها أن تستمر 6 أيام والتي كان من المقرر أن تبدأ يوم الاثنين لكنها لم تبدأ.
ومع ذلك، وردا على أتباعه السياسيين، الذين أكد لهم أن مخاوفهم قد سُمعت، دافع أودينغا عن الضغط من أجل الحوار، قائلا إن محوره سيكون الناس لإيجاد حلول للتحديات التي تواجه البلاد كما أثارها المحتجون الشباب.
وأضاف أن هذا الحوار لن يجري بينه وبين روتو، بل إنه يرغب في أن يتحدث كل الكينيين عن مشاكلهم، داحضا المزاعم بأن المحادثات تهدف إلى أن تساعد المعارضة روتو في تشكيل حكومة جديدة، “لن نطلب أي منصب. كل ما نريده هو الحكم الرشيد”.
حكومة عريضة القاعدة
ودعا الرئيس روتو، الذي أقال حكومته الأسبوع الماضي، إلى إجراء محادثات بدعم من أودينغا، ووعد بتشكيل ما وصفه بحكومة عريضة القاعدة تتألف من تشكيلات سياسية أخرى وأصحاب مصلحة بعد المحادثات.
وفي ظل مواجهة المحادثات للشكوك، أخبرت المحللة السياسية كارول سيتوما “أفريكا ريبورت” أن أودينغا ليس لديه خيار سوى الاستماع إلى أعضاء آخرين في ائتلافه.
وتقول: “يجب أن يواجه أودينغا روتو ويخبره أن ائتلاف المعارضة رفض الدعوة للحوار”، مضيفة أن مستويات الثقة داخل ائتلاف أزيميو ستعتمد على كيفية تعامل أودينغا مع قضية الحوار مع روتو”.
مصالح شخصية
كما حذرت سيتوما من أن أودينغا وحزبه، اللذين يحظيان بدعم غالبية الشباب، سيفقدان قوتهما بسرعة بسبب التطورات السياسية الجديدة، داعية أودينغا للوقوف مع الأغلبية للحفاظ على مكانته السياسية.
ومع ذلك، ألمحت إلى أن زعيم المعارضة يجد نفسه في وضع صعب، غير قادر على رفض نداء روتو لإجراء محادثات لأنه يعتمد على الحكومة لدعم طموحه في الحصول على المقعد كرئيس لمفوضية الاتحاد الأفريقي في عام 2025.