تهديدات أوروبية لوزراء إسرائيليين.. وتمسك فرنسي بالاعتراف بفلسطين
السويد تتحرك بقوة للضغط من أجل فرض عقوبات على وزراء إسرائيليين محددين بسبب ما تعتبره موقف إسرائيل من حقوق الفلسطينيين المدنيين في غزة.
وصرحت وزيرة الشؤون الخارجية السويدية، ماريا مالمر ستينرغارد، اليوم الثلاثاء، في بيان رسمي: “ما دمنا لا نرى تحسنا ملموسا في ظروف المدنيين في غزة، يجب علينا رفع مستوى ردود أفعالنا”.
وأضافت قائلة: “لذلك، سوف نسعى الآن بقوة لفرض عقوبات أوروبية محددة على وزراء إسرائيليين”.
وأوضحت أن العقوبات ستستهدف “الوزراء الذين يدعمون سياسة استيطانية غير شرعية ويعارضون بشكل فعال أي حل مستقبلي يقوم على وجود دولتين”، مضيفة أن المسؤولين المستهدفين سيكونون محور نقاش مكثف داخل الاتحاد الأوروبي.
لكنها أكدت في الوقت نفسه أن السويد “تعتبر صديقة لإسرائيل”.
وقد جاءت تصريحاتها هذه خلال اجتماعها بنظرائها من دول الاتحاد الأوروبي في بروكسل، اليوم الثلاثاء.
وقد كثف الجيش الإسرائيلي هجومه في نهاية الأسبوع، متعهدا بالقضاء التام على حركة حماس.
وفي يوم الثلاثاء، صرح متحدث رسمي باسم الأمم المتحدة بأن المنظمة الدولية قد حصلت على موافقة إسرائيل لإدخال قوافل مساعدات إنسانية إلى قطاع غزة المحاصر.
وقالت ستينرغارد: “في كل اتصالاتنا مع الحكومة الإسرائيلية، لطالما طالبنا بزيادة كبيرة في تدفق المساعدات الإنسانية، وانتقدنا بشدة عدم ضمان وصولها بشكل كاف”.
وأضافت أن السويد تشعر بقلق بالغ بشأن “كيفية استمرار الحكومة الإسرائيلية في تصعيد الوضع، سواء من خلال التصريحات أو الأفعال على أرض الواقع”.
توسيع نطاق الهجوم
وافق مجلس الوزراء الأمني الإسرائيلي هذا الشهر على خطة تهدف إلى توسيع نطاق الهجوم العسكري، والتي ذكر أحد المسؤولين أنها ستتضمن “السيطرة الكاملة” على غزة وتهجير سكانها.
وصرح رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو، يوم الاثنين، بأن إسرائيل “ستفرض سيطرتها على جميع أراضي القطاع”.
ومنذ بداية الحرب، بلغ عدد الضحايا في غزة 53573 شهيدا، وفقا لأحدث الإحصائيات الصادرة عن وزارة الصحة، من بينهم ما لا يقل عن 3427 شهيدا منذ استئناف إسرائيل لعملياتها العسكرية في 18 مارس/آذار الماضي.
فرنسا وقضية الدولة الفلسطينية
وفي نفس اليوم، أكد رئيس الوزراء الفرنسي فرنسوا بايرو أن التحرك نحو الاعتراف بدولة فلسطينية، كما تعتزم فرنسا والمملكة المتحدة وكندا، “لن يتوقف أبدا”.
وقال بايرو أمام الجمعية الوطنية خلال جلسة أسئلة الحكومة: “للمرة الأولى، قررت ثلاث دول كبرى (…) بريطانيا وفرنسا وكندا أن تعترض معا على ما يحدث” في قطاع غزة و”أن تعترف معا بدولة فلسطين”.
وأضاف: “هذا التحرك الذي بدأناه، لن يتوقف”.
وقد جاءت كلماته هذه في معرض رده على زعيمة كتلة حزب “فرنسا الأبية” ماتيلد بانو، التي سألته عما إذا كان ينوي “الاعتراف بدولة فلسطين بعدما لم يعد هناك أي فلسطينيين”.
وحذر قادة فرنسا والمملكة المتحدة وكندا، إيمانويل ماكرون وكير ستارمر ومارك كارني، يوم الاثنين، من أنهم “لن يقفوا مكتوفي الأيدي” في مواجهة “الأفعال المشينة” التي ترتكبها حكومة بنيامين نتنياهو في غزة.
وهددوا باتخاذ “إجراءات فعلية” إذا لم توقف إسرائيل هجومها العسكري ولم تسمح بوصول المساعدات الإنسانية بشكل كامل.
وأضاف رئيس الحكومة الفرنسي، المؤيد لحل الدولتين، أن “هذه الإدانة، وهذه التحذيرات المتكررة واضحة تماما في وجهتها وهي واجبة علينا”.
ومستدركا: “ولكن يجب ألا ننسى أبدا (…) أن وراء هذا الانفجار وما خلفه من مآس، هناك أسباب واضحة”.
وقال إن “الوضع الذي نشأ في غزة (…) غير مقبول إنسانيا على الإطلاق”.
وكان وزير الخارجية الفرنسي جان-نويل بارو قد أكد في وقت سابق، في حديث لإذاعة فرانس إنتر، أن باريس مصممة على الاعتراف بدولة فلسطين، مؤكدا أن ذلك “يصب في مصلحة الفلسطينيين والإسرائيليين على حد سواء”.
وأضاف: “لا يمكننا أن نترك لأطفال غزة إرثا من العنف والكراهية. لذلك، يجب أن يتوقف كل هذا، ولهذا السبب نحن مصممون على الاعتراف بدولة فلسطين”.
وتابع: “وأنا أعمل على هذا الأمر بفاعلية كبيرة لأننا نريد المساهمة في التوصل إلى حل سياسي يصب في مصلحة الفلسطينيين، ولكن أيضا في صالح أمن إسرائيل”.
ومن المتوقع أن تعلن فرنسا اعترافها بدولة فلسطين خلال المؤتمر الدولي الذي ستترأسه مع المملكة العربية السعودية لإحياء الحل السلمي للصراع الإسرائيلي الفلسطيني على أساس حل الدولتين، والذي سيعقد في الفترة من 17 إلى 20 يونيو/حزيران المقبل.
وكرر الوزير الفرنسي دعوة إسرائيل إلى السماح بدخول المساعدات الإنسانية “بكميات كبيرة” ومن “دون أي عوائق”.