نشرت صحيفة “فزغلياد” الروسية تقريرا عن القرار الأميركي بنشر صواريخ في ألمانيا ابتداء من 2026. تناول التقرير تهديد هذه الصواريخ لأمن روسيا وأسباب أميركا لهذا النشر، وما الذي يمكن لموسكو أن تفعله ردا على ذلك.
يوضح التقرير، الذي كتبته إيلينا زادوروجنيايا أن قائمة الأسلحة تشمل صاروخ إس إم-6 (صاروخ متعدد الأغراض بحري وجوي وبري)، وصاروخ كروز توماهوك، بالإضافة إلى الأسلحة التي تفوق سرعتها الصوت “والتي تمتلك مدى أطول بكثير من الأسلحة النارية البرية الحالية في أوروبا”.
وأشارت الكاتبة إلى أن هناك تهديدات من صواريخ جديدة قادمة من بلدان أخرى في حلف “الناتو” حسب ما أوردت وكالة “رويترز” للأنباء، إذ قالت إن فرنسا وألمانيا وإيطاليا وبولندا اتفقت على تطوير مشترك لصواريخ كروز طويلة المدى. وستمتلك الصواريخ الجديدة مدى يتجاوز ألف كيلومتر وستتمكن من الوصول إلى أهداف داخل الأراضي الروسية.
الانسحاب من معاهدة سابقة
ونسب التقرير إلى فاسيلي كاشين، مدير “مركز الدراسات الأوروبية والدولية الشاملة في المعهد العالي للاقتصاد الوطني” الروسي قوله إن قرار الولايات المتحدة نشر أسلحة في ألمانيا مرتبط بانسحابها في عام 2019 من معاهدة الصواريخ متوسطة وقصيرة المدى التي “تداعت تدريجيا منذ فترة إدارة الرئيس الأميركي السابق باراك أوباما، وكان ذلك الانسحاب يُبرر بـ”الانتهاكات” الروسية، كذِبا.
وأضاف أن السبب الحقيقي للقرار الأميركي بنشر هذه الصواريخ مرتبط بأفعال الصين التي صنعت مجموعة كبيرة من الصواريخ متوسطة وقصيرة المدى، وكانت واشنطن قد أشارت بوضوح إلى أنها بحاجة إلى رد، وكانت المعاهدة مقيدة لها.
وأشار كاشين أيضا إلى أن واشنطن لم تعلن نيتها نشر صواريخ متوسطة وقصيرة المدى في أوروبا لفترة طويلة، لكن في وقت ما، ظهرت الأسلحة في جزيرة بورنهولم بالدانمارك في بحر البلطيق، والآن في ألمانيا، وتخطط للأمر ذاته في آسيا.
وعن تهديد نشر هذه الأسلحة في ألمانيا على الأمن الروسي، ينقل التقرير تصريحا لديمتري ستيفانوفيتش، الباحث الروسي في معهد “الاقتصاد السياسي الدولي للأسلحة” يقول فيه إن المخاطر كبيرة على روسيا، وحتى الآن “لا نعلم النسخة المحددة من صواريخ إس إم-6 التي يريد الأميركيون نشرها، لكن يبدو أنها تُخطط لاستخدامها كنوع من الصواريخ الباليستية قصيرة المدى”. وأضاف الخبير أنه يمكن توقع ظهور خطوط دفاعية جديدة، وأيضا صواريخ متوسطة وقصيرة المدى.
الرد الروسي
وعن الرد الروسي المحتمل، قال ستيفانوفيتش “لا ننسى تصريحات القيادة العسكرية العليا للدولة أنه في حال ظهور صواريخ بالقرب من حدودنا، سنقوم بشكل متماثل بإنشاء نقاط ضغط بالقرب من الولايات المتحدة”، مضيفا أنه من المحتمل أن يكون قد تم اختبار شيء مشابه بما في ذلك زيارة حديثة لفرقاطة وغواصة روسية إلى كوبا.
ولفت التقرير إلى أن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين أكد بداية الشهر الجاري أن موسكو مستعدة للرد بالمثل في حال نشر صواريخ أميركية متوسطة وقصيرة المدى في أي منطقة من العالم. كما أعلن عن استعداد روسيا لبدء إنتاج صواريخ من نفس الفئة.
وقال فاسيلي كاشين، إنه ونظرا لأن القيود الأخيرة لمعاهدة الأسلحة القصيرة والمتوسطة قد تمت إزالتها فعليا، فإن لدى روسيا الآن الحق الأخلاقي والقانوني في اتخاذ نفس الإجراءات للرد، وإنها مُجبرة على الاعتماد على حاملات بحرية وجوية لضرب القوات في أوكرانيا من بعيد، وهذه الوسائل، مقارنة بالصواريخ البرية، أضعف بكثير نظرا للمعلومات الاستخبارية في الناتو وإمكانية اعتراض سبيلها في الجو.
وأضاف كاشين، إنه في المقابل، تُعتبر الأنظمة الأرضية أرخص بكثير ومن الصعب اكتشاف عملها، مما يزيد من عنصر المفاجأة وفعالية هجماتها، وفي الوقت الحالي، يجب على روسيا إعادة توزيع مواردها والتركيز على إنتاج الصواريخ المناسبة وتجنب المعاهدات المشكوك فيها في المستقبل.