[ad_1]
صراحة نيوز- د. مصطفى التل
طالعت مقالا لمعالي ( محمد داودية ) تم نشره في الدستور بعنوان (التنمر على مقاعد الشركس والشيشان والمسيحيين !!) , يحمل فيه على الاخوان المسلمين بشكل عام , ويتهمهم بانه “يغالبون” المسيحيين والشركس والشيشان في الأردن على مقاعدهم النيابية , بضمهم مسيحيين وشركس وشيشان بقوائمهم الانتخابية والتي يتوقع معاليه ان يعلنوا عنها قريبا , ويستشهد بالدولة المدنية التي يقول انه يشجعها ويدعمها .
وغمز من خلال شعار ( الإسلام هو الحل ) من خلال مصر وما حدث فيها , كأنه يُحذر من نفس المصير في الأردن .
دلّل على غمزته من خلال موقف حدث في انتخابات النقابات في دورة من الدورات خسر فيها مرشحو الاخوان , وذكّر بموقف فيه حساسية , من خلال تصنيف المجتمع النقابي الى طاهر وغير طاهر بما زعمه انه من أقوال ( المرشحين للاخوان الخاسرين ) .
وهنا دعونا نقف عدة وقفات :
الوقفة الأولى : الدولة المدنية وشمّاعتها ….
يقول معاليه عن الكوتات المسيحية – وأقتبس من مقاله – : (فرغم اننا من جماعة الدولة المدنية… إلا اننا نطالب بأن يظل قرار هذه الكوتات بيد أهلها) .
لا أعلم كيف يناقض الانسان نفسه من خلال منظومته الفكرية والتي تنعكس لزاما من خلال ممارساته العملية , فالدولة المدنية التي يدعون لها كما يزعمون لا تناسبها الكوتات, وان الكوتات نفسها ضد الدولة المدنية .
ولكنهم كما يظهر , الكوتات تصبح غير مناسبة ان وافقت نهجهم الفكري فقط , ولكن عند الاقتراب منها لصالح الخصم تصبح محرّمة وبقائها تحت عنوان الدولة المدنية ضرورة لا بد منها .
هذه الازدواجية في المعايير , والتي يمارسونها بشكل فج رغم ادعائهم انهم يمثلون الدولة المدنية حسب تصورهم , لهي خرق واضح فيما يدعون , اذ انهم لا يسلّمون بوحدة المعايير ضمن دولتهم المدنية المزعومة مع خصمهم , وهذا خرق خطير لأسس الدعوة للدولة المدنية التي يقولون انها الاكمل والاشمل في إدارة الدولة , فكيف ان قدّر لهم ان يستلموا مقاليد الإدارة في الدولة المدنية , كيف ستكون ديمقراطيتهم مع خصمهم ؟!!
الوقفة الثانية : اصطناع مظلومية للمسيحيين والشركس والشيشان داخل المجتمع الاردني:
أقتبس من مقال معاليه : (الشركس والشيشان والمسيحيون الأردنيون، ليسوا مكسرَ عصا، ولا حيطةً واطية قابلة للتسوّر. ومقاعدهم تلك ليست للبيع، ولا هي برسم الانتهازية السياسية، والمتملقين، والمسترضين المنبطحين. أية شراكة ووحدة وطنية هذه؟! وأية مغالبة وهيمنة هذه؟!)
أزعم أن المسحيين والشركس والشيشان قادرون على الدفاع عن انفسهم جيدا , وقادرون على تعزيز تواجدهم داخل المجتمع الأردني لانهم ببساطة شديدة اردنيو الولاء والانتماء, ساهموا في تأسيس الأردن منذ بداياته ولا زالوا يساهمون ببنائه , سواسية امام القانون , لا فرق بينهم وبين أي أردني آخر , حتى ندّعي أن لهم مظلومية .
كم مسيحي وشركسي وشيشاني منتم الى الأحزاب الأردنية بمختلف الوانها واشكالها , من اقصى اليسار الأردني الى أقصى يمينه , فهل اشتكوا من شيء يسلبهم الإرادة والتأثير والقيادة في الوسط الديمقراطي ؟!
هل مظلوميتهم التي يدعيها معاليه موجودة من حيث الأصل مع مختلف الأحزاب الأردنية ؟!
هل هم قلة مستضعفة لا يتمتعون بالحقوق والواجبات في الأردن الدولة عدا عن المجتمع الأردني ؟!
من اين جاءت فكرة المظلومية من خلال المغالبة على كراسيهم البرلمانية من خلال الكوتا نفسها الى فكر معاليه ؟!!
هل المظلومية تتحقق عندما يقتربون من الاخوان وحزبهم فقط ؟! أليس من حق حزب الاخوان في الأردن ان يقترب من كافة شرائح المجتمع , ويعرض برنامجه , ويترك الخيار لمن يريد ان يدور في فلك الحزب من عدمه ؟! هل هذا محرّم عليه وحلال على غيره ؟!
من اين جاءت فكرة المظلومية التي ينادي بها معاليه , لم أقف في مقاله على اسباب هذه المظلومية التي يدعيها , الا من باب المغالبة والمكاسرة , خوفُ نابع من توقعه الذاتي من خلال قناعاته الفكرية كما يظهر من خلال كلماته .
الوقفة الثالثة : بين دولة معاليه المدنية وبين جبهة العمل الإسلامي -الإسلامية -….
أقتبس من مقال معاليه : ( ان استمرار هذا الحال من المحال. فرغم اننا من جماعة الدولة المدنية، ورغم اننا نتفق مع الدعوة إلى ضرورة إلغاء الكوتات كافة، إلا اننا نطالب بأن يظل قرار هذه الكوتات بيد أهلها )
الأحزاب تظهر مبادئها واثرها من خلال ممارساتها الواقعية لا من خلال شعارات رنانة على ورقة مكتوبة . الواقع يؤكد او ينفي هذه الشعارات , فالدولة المدنية تقتضي الغاء كافة الفروقات بين الشعب ( دينية وغيرها ) , هذا ما تنادون به أصحاب الدولة المدنية والتي لا زالت شعارا بدون واقع عندكم .
حزب جبهة العمل الإسلامي قاده مسيحيون , هل تعلم هذا معاليك ؟! نعم معاليك مِن قادة جبهة العمل الإسلامي مسيحيين , لم يمنعهم ذلك اختلاف الدين ولم يمنعهم أي اتهام للجبهة بأنها اقصائية .
في عام 2007 , سجل حزب جبهة العمل الإسلامي المعارض في الأردن انتخاب أول مسيحي في قيادته، وهو ما اعتبره مراقبون سابقة هي الأولى من نوعها في البلاد.
قيادة الحزب الذي يعتبر الذراع السياسي لجماعة الإخوان المسلمين الأردنية صادقت على انتخاب عزيز مساعدة عضوا في الهيئة الإدارية لفرع الحزب في دائرة عمان الثالثة
بقول مساعدة لقناة الجزيرة في 2007 : (انتسبت لعدة أحزاب خلال السنوات العشر الماضية واستقلت منها بعد أن تأكدت من عدم وجود رؤية واضحة لديها لتنفيذ أهدافها…..انتسبت لحزب جبهة العمل الإسلامي منذ خمسة أعوام لأن الحزب يتبنى قضايا الحريات العامة ولم أشعر يوما بأنه يتم التمييز ضدي لكوني مسيحيا من قبل المسلمين الذين ينتمون للحزب)
بّربك معاليك , مَن الأقرب للدولة المدنية ؟! الذين يرفعونها شعارات وواقعيا يمارسون أقصى أنواع الاقصاء الفكري والشعبوي لخصمهم بحجة انهم مختلفون بأهدافهم التي تنبع من الدين , ام أولئك الذين لم يمنعهم اختلاف الدين من تنصيب صاحبه قيادي للحزب ؟!!!
من الذي يطبّق الدولة المدنية بأبهى صورها واقعياً , هل هم ” الاقصائيون ” كما تزعمون , ام هم الذين يدّعون الدولة المدنية على الورق فقط ؟!!
أكتفي الى هنا معاليك , وللحديث بقية ان شاء اللهالتل يرد على مقال (التنمر على مقاعد الشركس والشيشان والمسيحيين !!)
صراحة نيوز- د. مصطفى التل
طالعت مقالا لمعالي ( محمد داودية ) تم نشره في الدستور بعنوان (التنمر على مقاعد الشركس والشيشان والمسيحيين !!) , يحمل فيه على الاخوان المسلمين بشكل عام , ويتهمهم بانه “يغالبون” المسيحيين والشركس والشيشان في الأردن على مقاعدهم النيابية , بضمهم مسيحيين وشركس وشيشان بقوائمهم الانتخابية والتي يتوقع معاليه ان يعلنوا عنها قريبا , ويستشهد بالدولة المدنية التي يقول انه يشجعها ويدعمها .
وغمز من خلال شعار ( الإسلام هو الحل ) من خلال مصر وما حدث فيها , كأنه يُحذر من نفس المصير في الأردن .
دلّل على غمزته من خلال موقف حدث في انتخابات النقابات في دورة من الدورات خسر فيها مرشحو الاخوان , وذكّر بموقف فيه حساسية , من خلال تصنيف المجتمع النقابي الى طاهر وغير طاهر بما زعمه انه من أقوال ( المرشحين للاخوان الخاسرين ) .
وهنا دعونا نقف عدة وقفات :
الوقفة الأولى : الدولة المدنية وشمّاعتها ….
يقول معاليه عن الكوتات المسيحية – وأقتبس من مقاله – : (فرغم اننا من جماعة الدولة المدنية… إلا اننا نطالب بأن يظل قرار هذه الكوتات بيد أهلها) .
لا أعلم كيف يناقض الانسان نفسه من خلال منظومته الفكرية والتي تنعكس لزاما من خلال ممارساته العملية , فالدولة المدنية التي يدعون لها كما يزعمون لا تناسبها الكوتات, وان الكوتات نفسها ضد الدولة المدنية .
ولكنهم كما يظهر , الكوتات تصبح غير مناسبة ان وافقت نهجهم الفكري فقط , ولكن عند الاقتراب منها لصالح الخصم تصبح محرّمة وبقائها تحت عنوان الدولة المدنية ضرورة لا بد منها .
هذه الازدواجية في المعايير , والتي يمارسونها بشكل فج رغم ادعائهم انهم يمثلون الدولة المدنية حسب تصورهم , لهي خرق واضح فيما يدعون , اذ انهم لا يسلّمون بوحدة المعايير ضمن دولتهم المدنية المزعومة مع خصمهم , وهذا خرق خطير لأسس الدعوة للدولة المدنية التي يقولون انها الاكمل والاشمل في إدارة الدولة , فكيف ان قدّر لهم ان يستلموا مقاليد الإدارة في الدولة المدنية , كيف ستكون ديمقراطيتهم مع خصمهم ؟!!
الوقفة الثانية : اصطناع مظلومية للمسيحيين والشركس والشيشان داخل المجتمع الاردني:
أقتبس من مقال معاليه : (الشركس والشيشان والمسيحيون الأردنيون، ليسوا مكسرَ عصا، ولا حيطةً واطية قابلة للتسوّر. ومقاعدهم تلك ليست للبيع، ولا هي برسم الانتهازية السياسية، والمتملقين، والمسترضين المنبطحين. أية شراكة ووحدة وطنية هذه؟! وأية مغالبة وهيمنة هذه؟!)
أزعم أن المسحيين والشركس والشيشان قادرون على الدفاع عن انفسهم جيدا , وقادرون على تعزيز تواجدهم داخل المجتمع الأردني لانهم ببساطة شديدة اردنيو الولاء والانتماء, ساهموا في تأسيس الأردن منذ بداياته ولا زالوا يساهمون ببنائه , سواسية امام القانون , لا فرق بينهم وبين أي أردني آخر , حتى ندّعي أن لهم مظلومية .
كم مسيحي وشركسي وشيشاني منتم الى الأحزاب الأردنية بمختلف الوانها واشكالها , من اقصى اليسار الأردني الى أقصى يمينه , فهل اشتكوا من شيء يسلبهم الإرادة والتأثير والقيادة في الوسط الديمقراطي ؟!
هل مظلوميتهم التي يدعيها معاليه موجودة من حيث الأصل مع مختلف الأحزاب الأردنية ؟!
هل هم قلة مستضعفة لا يتمتعون بالحقوق والواجبات في الأردن الدولة عدا عن المجتمع الأردني ؟!
من اين جاءت فكرة المظلومية من خلال المغالبة على كراسيهم البرلمانية من خلال الكوتا نفسها الى فكر معاليه ؟!!
هل المظلومية تتحقق عندما يقتربون من الاخوان وحزبهم فقط ؟! أليس من حق حزب الاخوان في الأردن ان يقترب من كافة شرائح المجتمع , ويعرض برنامجه , ويترك الخيار لمن يريد ان يدور في فلك الحزب من عدمه ؟! هل هذا محرّم عليه وحلال على غيره ؟!
من اين جاءت فكرة المظلومية التي ينادي بها معاليه , لم أقف في مقاله على اسباب هذه المظلومية التي يدعيها , الا من باب المغالبة والمكاسرة , خوفُ نابع من توقعه الذاتي من خلال قناعاته الفكرية كما يظهر من خلال كلماته .
الوقفة الثالثة : بين دولة معاليه المدنية وبين جبهة العمل الإسلامي -الإسلامية -….
أقتبس من مقال معاليه : ( ان استمرار هذا الحال من المحال. فرغم اننا من جماعة الدولة المدنية، ورغم اننا نتفق مع الدعوة إلى ضرورة إلغاء الكوتات كافة، إلا اننا نطالب بأن يظل قرار هذه الكوتات بيد أهلها )
الأحزاب تظهر مبادئها واثرها من خلال ممارساتها الواقعية لا من خلال شعارات رنانة على ورقة مكتوبة . الواقع يؤكد او ينفي هذه الشعارات , فالدولة المدنية تقتضي الغاء كافة الفروقات بين الشعب ( دينية وغيرها ) , هذا ما تنادون به أصحاب الدولة المدنية والتي لا زالت شعارا بدون واقع عندكم .
حزب جبهة العمل الإسلامي قاده مسيحيون , هل تعلم هذا معاليك ؟! نعم معاليك مِن قادة جبهة العمل الإسلامي مسيحيين , لم يمنعهم ذلك اختلاف الدين ولم يمنعهم أي اتهام للجبهة بأنها اقصائية .
في عام 2007 , سجل حزب جبهة العمل الإسلامي المعارض في الأردن انتخاب أول مسيحي في قيادته، وهو ما اعتبره مراقبون سابقة هي الأولى من نوعها في البلاد.
قيادة الحزب الذي يعتبر الذراع السياسي لجماعة الإخوان المسلمين الأردنية صادقت على انتخاب عزيز مساعدة عضوا في الهيئة الإدارية لفرع الحزب في دائرة عمان الثالثة
بقول مساعدة لقناة الجزيرة في 2007 : (انتسبت لعدة أحزاب خلال السنوات العشر الماضية واستقلت منها بعد أن تأكدت من عدم وجود رؤية واضحة لديها لتنفيذ أهدافها…..انتسبت لحزب جبهة العمل الإسلامي منذ خمسة أعوام لأن الحزب يتبنى قضايا الحريات العامة ولم أشعر يوما بأنه يتم التمييز ضدي لكوني مسيحيا من قبل المسلمين الذين ينتمون للحزب)
بّربك معاليك , مَن الأقرب للدولة المدنية ؟! الذين يرفعونها شعارات وواقعيا يمارسون أقصى أنواع الاقصاء الفكري والشعبوي لخصمهم بحجة انهم مختلفون بأهدافهم التي تنبع من الدين , ام أولئك الذين لم يمنعهم اختلاف الدين من تنصيب صاحبه قيادي للحزب ؟!!!
من الذي يطبّق الدولة المدنية بأبهى صورها واقعياً , هل هم ” الاقصائيون ” كما تزعمون , ام هم الذين يدّعون الدولة المدنية على الورق فقط ؟!!
Source link